مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/26/2021 03:41:00 م

                  تاريخ المكياج عبر العصور 

 

تاريخ المكياج عبر العصور
تاريخ المكياج عبر العصور

تاريخ المكياج :

 يعدّ المكياج من أقدم الإختراعات في التاريخ فعمره من عمر الحضارة البشريّة، فكان يستخدمه كل من النساء والرجال للحفاظ على جمالهم وصحّتهم، وكان يتم صنعه من أيّ مادة من مواد الطبيعة سواء كانت هذه المادة صحيّة أو سامّة .

أنواع و إستخدامات المكياج :

  • ويعدّ المصريين القدماء هم أوّل من إستخدم المكياج فكانت النساء في مصر القديمة تستخدم نوعين من الكحل الأوّل لونه أخضر ويتمّ صنعه من النحاس، والثاني لونه أسود وكان يتم صنعه من الرصاص.

كانت النساء تهتم بجمالها لدرجة أنهم كانو يقوموا بوضع المكياج في صناديق يضعونها تحت الكراسي الخاصة بهم.

 أستخدام البشر المكياج لأغراض أخرى غير التجميل :

فكان يُستخدم للصيد، والطقوس الدينية، كما أُستخدم بالحروب كي يتمّكنوا من الإختباء من العدو ومهاجمته.

  • على مر التاريخ كان المكياج جزء مهم من التكوين الثقافي لشعوب كثيرة منهم قبائل أمريكا الشماليّة والجنوبيّة وقبائل الصين وإفريقيا فكان سكان أمريكا الأصليّين المعروفين بالهنود الحمر من أوائل البشر الذين إستخدموا المكياج حيث أنّهم كانوا يقوموا بتلوين أجسادهم بألوان الطبيعة لكي يتمكنوا من الإختفاء في الغابات بسبب طبيعة حياتهم  .
  • القبائل المتبقيّة منهم حتى وقتنا هذا لا تعتبر المكياج فقط وسيلة تجميل بل تعتبره تراث ثقافي مهم، وعمل إجتماعي مقدس يميزوا به بين طبقاتهم الإجتماعيّة وأدوراهم بالمجتمع .

وكانو يستخدموا بصناعة المكياج مواد سهلة ومتاحة موجودة في الطبيعة المحيطة بهم ك الطين، والنباتات، وحتى فضلات الحيوانات وكانوا يقوموا برسم شعائر معيّنة على وجوههم  ولايحوز لأي فرد أن  يخالفها. 

إختلاف إستخدام المكياج من بلد لآخر :

  • الصينيين : كانوا أول من اخترعوا المناكير فكانوا يقوموا بتلوين أظافرهم بخلطة مكونة من الصمغ وشمع العسل البيض والجلاتين وكان لألوان الأظافر دلالة اجتماعية فكانت العائلة الملكية تقوم بتلوين أظافرهم باللون الذهبي والفضي، وفيما بعد أصبحوا يلونوها باللون الأحمر والأسود. كان من الممنوع على طبقات الشعب العادية استخدام طلاء أظافر بألوان زاهية .
  • وكان الإغريق أول من إستخدم حمرة الشفاه وكانوا يصنعونها من التوت المطحون.
  • وهم أيضاً أوّل من ابتكر رسم الحواجب وكانوا يستخدموا لذلك شعر الثيران وكما أنّهم إستخدموا الرصاص للرسم على الوجوه.
  • إستراليا : كان قبائل Aboriglnes المعروفين إنّهم سكان إستراليا الأصليّين قد ورثوا عن أجدادهم الرسم بالمواد الطبيعية والطين على الوجه وكان هذا الأمر متعلق لديهم بالدين، والروحانيّات، والقوانين، والأعراف التي يجب الإلتزام فيها .
  • فكانوا يقومون بتلوين أوجههم في حضور كبار السن ورجال الدين، ولايستطيع أحد إزالة هذه الرسومات أو تغييرها لأنها كانت تعبر عن حالة الشخص الإجتماعية، والمنطقة التي يعيش فيها، ومركزه في الأسرة، ومسؤولياته الدينيّة أي كانت هذه الرسومات بمثابة البطاقة الشخصيّة.

وفي أخر ١٠٠ سنة قبل الميلاد كان الرومان يضعون الطحين والزبدة على البثور لإخفائها ومعالجتها، وكان السيدات تقوم بدهن أظافرهن بدم الماعز لكي تلمع، وكان الرجال يقومون بصبغ شعرهن باللون الأشقر.

إنتشار المكياج في أوروبا :

وفي العصور الوسطى مع بداية القرن الثالث عشر كان الشعر الأحمر موضة منتشرة بإنكلترا وفي أوروبا كلهاكان الأوروبين على الإستعداد لإستخدام أيّ مادة مهما كانت مقابل إبراز جمالهم.
 فالسيّدات الأوروبيات كان لديهم هوس بتفتيح بشرتهم فكانوا يدهنون وجوههم ببياض البيض لكي يصبح لونها أفتح وفيما بعد أصبحوا يقوموا بوضع الزرنيخ على وجوههم بالرغم من أنه مادة سامة.
وكما أنهم  استخدموا بوردة الرصاص الأبيض لتفتيح بشرتهم أيضاً .
وطبعاً المواد الغريبة تلك التي كانت تُستخدم كانت تعطل الدورة الدموية وتسبب العديد من المشاكل الصحية.

  • ملكةإنكلترا إليزابيث الأولى كانت من أكثر الناس الذين إستخدموا الرصاص، وفي القرن ال ١٨ تم إكتشاف أن الرصاص والنحاس مواد سامّة تسبب شلل في عضلات الوجه وقد تؤدي للوفاة أحياناً، وتم إستخدام أكسيد الزنك كبديل عنها.
  • وفي إنكلترا منعت الملكة فكتوريا استخدام الميكاج وأصدرت قانون يسمح للرجل بأن يطلّق زوجته لو وضعت المكياج.
  • قديماً كانت فرنسا وإيطاليا مراكز لتصنيع المكياج في أوروبّا، وكان المكياج حكر على الطبقة الإرستقراطيّة فقط، ومع الوقت تطوّر الميكاج حتى وصل لشكله الحالي وأصبح له ماركات عالميّة تصنعه بمواصفات طبيّة معيّنة.


وفي النهاية وبعد أن أصبحنا نعلم أن الميكاج بالأصل هو موروث ثقافي، وديني، ويعبر عن الهويّة، وليس مجرّد ألوان يتم وضعها، أتمنى أن يتم إستخدامه بشكل طبيعي ومناسب لكي لا نبدو كالهنود الحمر ونسبب الفزغ للناس .

بقلمي نوال المصري 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.